ماري العجمي
١٨٨٨م – ١٩٦٥م
سوريا
ماري العجمي هي كاتبة باللغة العربية مسيحية نسوية رائدة قضت معظم حياتها الأولى في دمشق ولكنها عاشت كذلك في لبنان والعراق وفلسطين ومصر خلال حياتها. نالت تعليمها من مدارس إرسالية روسية وإيرلندية قبل دراسة التمريض في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1906، إلا أن ظروفها الصحية منعتها من إكمال دراستها فعادت إلى دمشق لتعمل كمعلّمة هناك. كانت تستخدم في كثير من الأحيان الاسم المستعار “ليلى” في كتاباتها. كما وقد كانت شاعرة ومؤسسة النادي الأدبي النسائي عام 1920، و أسست المجلة الأدبية “العروس” عام 1910 والتي استمرت مدة 11 سنة. فازت بجائزتين في مباراة شعرية للإذاعة البريطانية في العامين 1946 و1947وهي أول امرأة تلقي محاضرة في المجمع العلمي في دمشق. كانت ماري تفرض شخصيتها أينما وُجدت من خلال مواهبها في التعليم والخطابة والكتابة.وقد رافقت حياتها المهنية الكثير من المآسي.
امتازت ماري العجمي بـدفاعها عن قضايا المرأة، وتناولها العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والوطنية. ففي مجلّتها العروس كانت افتتاحيتها: “إلى الذين يمدون أيديهم لإنقاذ بنات جنسهم من مهاوي هذا الوسط المشوه بانتشار الأوهام أقدم مجلتي لا كغريبة تثقل بها عواتقهم بل كتقدمة إلى من يليق بهم الإكرام وتناط بهم الآمال”. ودعت من خلال المجلة إلى الفكر الإصلاحي والتربية الأخلاقية وتحرير المرأة من القيود وإطلاق الرجل من الجمود. ومن المعروف أنها تربّت في عائلة أديبة وبدأت بالكتابة منذ سن صغيرة.
عملت ماري العجمي في المجال الاجتماعي، وقامت بتأسيس نوادي وجميعات خيرية، ومن خلال عملها مع الطالبات ركّزت على غرس الحس الوطني في نفوسهن وتوجيههن في الاتجاه الصحيح.
التقت ماري خلال مسيرتها النضالية ضد الاستبداد التركي ببترو باولي، ولكن خطوبتهما لم تستمر، فقد تم سجن و إعدام خطيبها من قبل الأتراك. ولكنها كانت شجاعة خلال فترة سجنه من خلال زياراتها وإغداقه برسائلها التي قالت في واحدة منها: ““أخي السجين، أكتب إليك على ضوء القنديل، ولكن ما ينفع النور إذا كان القلب مظلمًا؟.. خذ حرية كحريتي، إن شئت، وأعطني سجنًا كسجنك…” ويذكر في سيرة حياتها أنها لم تتزوّج بعده.