ابن القف
۱۹۱٧ – ۱۹۹٧
هو أمين الدولة أبو الفرج موفق الدين بن يعقوب بن اسحق بن القف الملكي الكركي، والمعروف بابن القف أو أبو الفرج النصراني، وقد ولد لعائلة مسيحية في منطقة شرق نهر الأردن والمعروفة اليوم بالكرك (المنطقة الجنوبية من المملكة الأردنية الهاشمية) عام 1233م، ومات عام 1286م.
كان ابن القف طبيباً وعالماً وفيلسوفاً ومؤلفًا لأقدم مقالة عربية مخصّصة فقط للجراحين في العصور الوسطى.
انتقل أبوه إلى دمشق للعمل في ديوان الأمير وهناك اتسعت آفاق العلم أمام ابن القف فأكمل الشاب دراساته وتدريبه الطبي، وفي دمشق مارس مهنة الطب بإتقان وهو في الـ 29 من عمره. ففي سوريا قام بتدريسه أصيبعة الذي عرّفه على الدراسات الطبية، وقد تعلّم الكثير من المعلومات الطبية من خلال قراءة السير الذاتية للأطباء الأوائل، والتأمل بالمواد التي تعلّمها. ابن أبي عصيبة كان طبيباً عربياً سورياً في القرن الثالث عشر، وقد ولد في دمشق ودرس الطب في دمشق والقاهرة، وعمل في صرخد في مستشفى حيث التقى ودرّس ابن القف حتى وفاته.
في السنوات الأولى من عمله كطبيب، وبينما كانت المنطقة مشغولة بهجوم التتار، انتقل ابن القف إلى قلعة عجلون ليكون فيها طبيباً لعدة سنوات وهناك ألف كتابه الأول “الشافي في الطب”.
انتشرت سمعته على نطاق واسع لكونه طبيبًا وجرّاحًا مسيحيًا مشهورًا يهتم بمرضاه ويقوم بعمله بنزاهة.
بعد أن اشتهر ابن القف عاد إلى دمشق وألّف عدة كتب أهمها كتاب “العمدة في الجراحة”، والذي يعد أول كتاب يتخصّص في الجراحة في الأدب الطبي العالمي. يعرض في كتابه هذا علم التشريح ووظائف الأعضاء ويشرح علم الجراحة حتى أدق تفاصيله ويتناول التخدير وكيفية استخدامه ووسائل استخراجه. تختلف الأدوية المستخدمة من الأفيون والماندراك والقنب والقنب الهندي والخس البري. وقد ذكر خطر هذه الأدوية، وأكّد أنه يجب استخدامها بحذر شديد، ويجب أن يكون هناك شخص محترف في إعطاء العقاقير وتقديم المشورة لاستخدامها. ومن خلال هذا الكتاب تمكّن من إحداث تغيير جذري في فهم العديد من القضايا التشريحية. ويبيّن كتاب ابن القف أنه زاول الطب وعرف عنه معلومات غير مسبوقة في وقته.
خلال أيام ابن القف، قدّم العديد من المساهمات في فن الشفاء وترك إرثًا لكونه طبيبًا وجراحًا معروفًا في شرق الأردن وسوريا أثناء عمله في العديد من الكتب الطبية. فلا تزال سبعة من شروحات ابن القف موجودة حتى اليوم. يتكوّن كتابه “العمدة في صناعة الجراحة” من 20 مقالة، 19 وقد طُبع هذا الكتاب في ثلاث مناسبات في بلدين: مرة في الهند ثم في الأردن عام 1930 و1990 على التوالي. الكتابان الآخران هما مخطوطتان موجودتان في مكتبة الفاتيكان والمتحف البريطاني. يمكنك العثور على أخرى في القاهرة واسطنبول وباريس.
توفي ابن القف في عمر الـ 52 تاركًا أثرًا طبيًا تحتفي به كبرى المعاهد الطبية حتى اليوم، وما زالت آثاره محفوظة في متاحف العالم وتترجم إلى كل اللغات الحية.