نيكولا الحايك
١٩٢٨م -٢٠١٠م
لبناني أمريكي
وُلد عام 1928 لأب لبناني أمريكي وأم لبنانية كليهما من خلفيات أرثوذكسية وأصولهما كانت من محافظة الكورة الشمالية اللبنانية. كان نيكولا الثاني ضمن ثلاثة أبناء، كانت أخته أرملة المهندس المعماري اللبناني جوزيف فيليب كرم وشقيقه الأصغر هو المدير التنفيذي السابق لمجموعة سيبرا السويسرية. أبوه كان طبيب أسنان مدربًا في جامعة لويولا في شيكاغو بالولايات المتحدة.
وهو قد ولد أثناء حكم فرنسا للبنان الذي استمر من عام 1920 إلى عام 1943. ومع ذلك، فهو لم يمضِ وقتًا طويلاً في بلده الأصلي حيث كان يدرس دراساته الجامعية في ليون بفرنسا في الوقت الذي فيه كانت قوة استعمارية، وبعد ذلك بوقت قصير تزوّج الحايك عام 1951 من ماريان ميزجر وهي ابنة الصناعي السويسري إدوارد ميزجيت وانتقلت إلى سويسرا وهناك أنجبت طفلين. في عام 1964، انتقلت العائلة إلى زيوريخ في سويسرا، حيث عاش هناك حتى نهاية حياته. لذلك فهو لم يختبر شخصيًا أي تغييرات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية كانت تحصل في لبنان أثناء حياته. كما وإنه قد انتقل إلى سويسرا أثناء فترة الحرب الباردة. خلال ذلك الوقت، كانت سويسرا تشهد طفرة اقتصادية في فترة ما بعد الحرب خاصة في قطاعها الصناعي. أدى هذا الازدهار إلى ارتفاع في مستوى المعيشة وتحسين ظروف العمل والضمان الاجتماعي وتنوّع السلع الاستهلاكية. علاوة على ذلك، اتبعت البلاد حيادًا قويًا بين الكتلتين في الحرب الباردة، فقد كانت تعتبر نفسها جزءًا من الغرب من الناحية الاقتصادية والثقافية والسياسية.
درس نيكولا الحايك الفيزياء والرياضيات والكيمياء في جامعة ليون في فرنسا. كان يخطط بعد ذلك لدراسة الفيزياء النووية في الولايات المتحدة، إلا أن حماه تعرّض لسكتة دماغية وكان على نيكولا أن يتولى منصب رئيس شركة المعادن العائلية ولم يتمكّن من تحقيق حلمه في ذلك الوقت. لكن وبعد أن تعافى الأب، تنحى نيكولا وأصبح له اهتمامات جديدة في الأعمال التجارية.
في حياته المهنية المبكرة، عمل نيكولا كخبير اكتواري لصالح شركة سويسرية. بعد عمله لفترة في أعمال حماه التجارية، قرّر البحث عن فرصة للتعلّم المستمر كل يوم، لذلك عمل على تأسيس شركته الخاصة للاستشارات الإدارية، حايك الهندسية، ومقرها زيوريخ، حيث كان رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة منذ تأسيسها وحتى وفاته. وضعت الشركة بصمتها على الساحة التجارية السويسرية والأوروبية من خلال استشارة العديد من الشركات الأوروبية متعدّدة الجنسيات، ومع حلول عام 1979 كان لدى حايك الهندسية أكثر من 300 عميل في 30 دولة مختلفة.
في عام 1980 طُلب من نيكولا الحايك الإشراف على تصفية الشركتين السويسريتين ASUAG و SSIH المتخصصات في صناعة الساعات من قبل مجموعة من المصرفيين السويسريين. كانت هذه الشركات في منافسة شديدة مع الشركات المصنعة للساعات اليابانية مثل سيكي وسيتيزن ووتش. وبدوره حدّد الحايك المشكلات في السياسات والمنتجات والقيادة القديمة التي تحتاج إلى تغيير. وكما قد اقتراحات بخصوص إعادة هيكلة الشركات، وقدّم الساعة المشهورة الأقل انخفاضًا والمتكوّنة من 51 قطعة مقابل 100 قطعة في ساعات اليد التقليدية. فقد تم تطوير الساعة استجابة لثورة كوارتز التي فيها اتجه الناس لاستخدام الساعة الرقمية آسيوية الصنع عام 1970 و1980، والتي كانت تنافس الساعات الميكانيكية الأوروبية التقليدية. فقد ساعدت ساعة سواتش الشركات السويسرية على استعادة الحصة الكبيرة من الطرف الأدنى لسوق الساعات واضعة نهاية لـ”أزمة الكوارتز”. وهكذا، أصبح الحايك رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي عام 1986 ودمج الشركات وغيّر الاسم لمجموعة سواتش.
في عام 2010 صُنف الحايك في المرتبة رقم 232 من أغنى أغنياء العالم حيث بلغت ثروته 3.9 مليار دولار. على صعيد آخر، فقد ترك وراءه العديد من الموروثات بما في ذلك شركته حايك للهندسة والمقاولات والتي لا تزال شركة مملوكة للعائلة عبر سويسرا وألمانيا. إلى جانب ذلك ، فهو ما يزال معروفًا بمساهمته في مجموعة ووتش والتي تضم علاماتها التجارية مثل ساعات سواتش وأوميغا وتيسوت وهاملتون وكالفن كلاين…. أدّت الاستراتيجيات التي طوّرها الحايك في أوائل الثمانينيات من نحو “أزمة الكوارتز” إلى نجاح صناعة الساعات السويسرية بأكملها واستعادت مكانتها في جميع أنحاء العالم منذ عام 1984. بالإضافة إلى ذلك، يُعزى الفضل للحايك إلى المساهمة في اختراع السيارة الذكية المستخدمة بواسطة مرسيدس بنز.
انضمت نايلة، ابنة حايك، إلى مجلس إدارة مجموعة سواتش ، وفي عام 2010 أصبحت نائبة رئيس مجلس الإدارة. أصبح ابنه نيك جونيور الرئيس التنفيذي لمجموعة سواتش في عام 2003. أثناء العمل في مقر مجموعة سواتش في بيل عام 2010 ، توفي الحايك بشكل غير متوقع من السكتة القلبية. بعد يومين ، انتخب المجلس ابنته لتحلّ محله في منصب رئيس مجلس الإدارة. وما تزال الشركة الهندسية التي أسّسها، وإرث مجموعة سواتش، ومساهمته في اختراع السيارة الذكية الصغيرة ما زالت كلّها ذات صلة بوقتنا الحاضر. توفي الحايك في 28 يونيو/ حزيران عام 2010.