ميمون بن قيس الأعشى
٥٧٠م–٦٢٩م
السعودية- اليمامة
استمد الأعشى القوة والمكانة والعزة من قبيلته، فعشيرته كانت ذات مجد وتاريخ بما لها من الفرسان الأبطال والشعراء وما خاضته من حروب، فهو كان ينتسب إلى قبيلة بكر بن وائل الممتدة فروعها في شرق الجزيرة من وادي الفرات إلى اليمامة.الأعشى، وهو لقبه الذي أُعطي له بسبب ضعف بصره، فكلمة الأعشى تعني باللغة العربية الذي لا يرى ليلًا. كان شاعرًا مسيحيًا ولد عام 530م ومات في اليمامة.
كان يعدّ من الطبقة الأولى من شعراء الجاهلية. بشعره اتصل بالملوك بين أطراف الجزيرة العربية، فاعتبر من أوائل الشعراء الذين استخدموا الشعر لكسب المال لدى الملوك. ويُقال “الأعشى أمدح الشعراء للملوك، وأوصفهم للخمر، وأغـزرهم شـعراً وأحـسنهم قريضاً.”
كانت الكلمات الفارسية شائعة في كتاباته، وكان يمتاز كذلك بأنه كان يغنّي. كانت أشعاره تمتاز بطولها، ومعظم أشعاره ارتبطت بطلبه المال. في أشعاره كان دائمًا يمدح الناس ويرفع من قدرهم. وكان شعره خليطًا من المعتقدات التقليدية، والأساطير الخرافية، والعقائد الدينية.
اشتهرت كتب الأدب بمنافرة له مع علقمة الفحل، والمنافرة هي التفاخر بالحسب والنسب. امتاز امرؤ القيس عن غيره من شعراء الجاهلية بوصفه الخمر في كتاباته.
وقد أشار الأعشى في شعره إلى رحلاته الكثيرة والأماكن التي زارها في هذه الرحلات، ويُقال أنها بلغت ما يقارب ثمانين مكاناً شمالاً وجنوباً في العالم العربي، ويمكننا أن نستنتج من شعره أنه زار العراق، ومكة، والشام والبادية، والبحرين، والطائف، وعمان، وعدن، ونجران، وبلاد الشام. فهو يعدّ أكبر شاعر جوّال في العصر الجاهلي. وبهذه الطريقة، امتاز الأعشى بأنه كان مطلعًا على ثقافات وحضارات مختلفة، وقد تعرّف على شعوب مختلفة تاريخياً، ودينياً. وهكذا اكتسب طبائع وعادات ما كان ليعرفها لولا رحلاته، فكان ما نظمه من شعر بصمة للواقع الذي كان يعيشه ويطلّع عليه.
ومن شعره:
ولكن ربي كفى غربتي بحمد الإله فقد بلغن –
والذي يقول أن الرب يكفي الإنسان ويرعاه ويساعده في حله وترحاله.