إميلي نصرالله

اميلي نصر الله

١٩٣١م٢٠١٨م

لبنان

ولدت إميلي نصر الله في 6 يوليو/ تموز عام 1931 في قرية الكفير في جنوب لبنان لوالدتها لطيفة أبو نصر ووالدها داود أبو راشد، وكانت الكبرى بين إخوتها الستة.

بعد مؤتمر سان ريمو عام 1920، سيطرت فرنسا على الأراضي اللبنانية حتى نالت أخيرًا استقلالها بعد ضغوط وطنية ودولية عام 1943. من عام 1975 وحتى عام 1990، واجه لبنان حربًا أهلية أدّت إلى مقتل 120 ألف شخصًا تقريبًا، ونزوح حوالي مليون شخص من لبنان، وكذلك نزوح حوالي 76 ألف داخل لبنان عام 2012. كان التعدّد بارزًا في لبنان في ذلك الوقت، وكان المسيحيون يشكّلون الأغلبية في المدن الساحلية، وكانت الحكومة تحت إدارة المسيحيين الموارنة. بدأ القتال بين القوات المارونية والفلسطينية عام 1975 وقد شكّلت الجماعات العربية والإسلامية اللبنانية تحالفًا مع الفلسطينيين. عام 1991، بدأ حزب الله والجيش اللبناني في إعادة بناء مؤسسة واحدة فقط غير طائفية. اميلي نصر الله عاشت خلال فترة الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، واغتيال الحريري ، والانفراج السوري، والتوترات الحدودية، وأزمة اللاجئين المعاصرة.

التحقت إميلي نصر الله بالمدرسة الحكومية في القرية التي كانت توفّر التعليم حتى الصف الثالث الابتدائي فقط، وقد اضطرت إلى إعادة الصف الثالث ثلاث مرات حتى تمكّنت من إيجاد طريقة بها تموّل تعليمها بعد ذلك. كما وقد استغلت إميلي فرصتها الأولى في سن مبكرة،  فقد ساعدها في تعليمها عمّها الذي كان مهاجرًا في في نيويورك في ذلك الوقت. فعندما عاد من الهجرة بسبب مرض عصبي أصابه، لاحظ رغبة إميلي في التعليم وموهبتها، لذا فقد شجّعها على توسيع خيالها من خلال كتابة المقالات الوصفية. وعندما بلغت السادسة عشرة من العمر، غادرت مسقط رأسها لمتابعة دراستها في مدرسة الشويفات الوطنية بعد أن وافق عمها على دفع رسوم التعليم الثانوي، وهذا جعلها أول أنثى في قريتها تعيش وتدرس خارج القرية. بعد ذلك، درست إميلي في جامعة بيروت (الجامعة الأمريكية في لبنان الآن) حيث تفوّقت في كلية الآداب وحصلت على شهادة البكالوريوس في التربية والأدب وحصلت على درجات عالية جداً في عام 1956.

نُشرت رواية إميلي الأولى وهي بعنوان “طيور أيلول” عام 1962 وقد حصلت على ثلاث جوائز أدبية عربية. انتقدت الرواية التقاليد والعادات كما وأشارت إلى تطلعات الشباب وأحلامهم في الخروج من القرية والانتقال إلى المدينة. ركّزت إميلي من خلال رواياتها وقصصها على جذور الأسرة والحياة في القرية اللبنانية والهجرة ونضال المرأة من أجل المساواة. علاوة على ذلك، فقد كتبت روايات لأطفال مثل: قصة شادي، يوميات حرير، والغزالة.  كما وكانت إميلي مهتمّة بالقصص الخيالية فقد كتبت قصة “نساء رائدات”، وهي قصة امرأة شرقية كانت تسعى إلى أن تصبح رائدة فضاء.

فازت إميلي بالعديد من الجوائز الإقليمية والدولية. ففي أغسطس/آب عام 2017، منح معهد جوته إميلي ميدالية رسمية من ألمانيا تكريمًا للكتاب غير الألمان الذي ساهموا في اتخاذ مواقف شجاعة فيما يختص بالموضوعات المحظورة في مجتمعاتهم. وفي شهر فبراير/شباط عام 2018، منح الرئيس ميشال عون إميلي نصر الله ميدالية الأرز الوطنية تقديراً لمساهماتها الأدبية. حصلت على الميدالية من قبل وزير العدل سالم جريسياتي في منزلها في الحمرا.

توفيت إميلي عام 2018، ولكنها تركت خلفها ثروة من الكتب كانت تراثًا ثقافيًا لعدة أجيال، ومنها طيور أيلول، وشجرة الدافلى، والرهينة، وتلك الذكريات … والعديد من الأعمال الأخرى. حصل كتابها “طيور أيلول” على ثلاث جوائز أدبية وهو يعتبر كلاسيكياً للأدب العربي وقد تُرجم إلى عدة لغات.